آخر الأحداث والمستجدات
الفنانة التشكيلية أسماء العروصي تعرض برواق دار الثقافة الفقيه المنوني
احتضن رواق دار الثقافة الفقيه محمد المنوني بمكناس، أخيرا، معرضا للفنانة التشكيلية أسماء العروصي، التي قدمت للجمهور أعمالا مزجت بين ما هو تراثي تقليدي وما هو مرتبط بمجال الموسيقى، فضلا عن عرضها خمسين بورتريها لممثلين مسرحيين وفنانين مغاربة.
وحظي المعرض، الذي اختير له شعار "الفن التشكيلي في خدمة الموسيقى والمسرح"، بإعجاب وتقدير الزوار والمتتبعين والمهتمين بهذا اللون الفني. وأكدت الفنانة العروصي أن لوحاتها، المعروض منها وغيرها، تعد ثمرة سنوات من الممارسة ومراودة الريشة والألوان عن نفسيهما، مشيرة إلى أنها فخورة بالانتماء إلى الفنانين التشكيليين العصاميين، الذين ولجوا عالم الفن التشكيلي عن طريق الفطرة، "لم يسبق لي أن دخلت أي مدرسة لتلقي مبادئ الرسم، بينما نجحت بعفويتي وتلقائيتي في تطوير وبلورة أفكاري وإنجاز لوحاتي، قبل أن ألتحق سنة 2004 بمدرسة موزاب للموسيقى والفنون التشكيلية بمكناس بغرض دراسة الفن بشكل احترافي ومعمق، ما ساعدني كثيرا على صقل موهبتي وتطوير مهاراتي، بإشراف و تأطير من أساتذة أكفاء وفنانين تشكيليين متميزين".
وتعد الفنانة أسماء العروصي، البالغة من العمر 34 عاما، التي قدمت لوحاتها وأعمالها في العديد من الأروقة والمعارض المحلية والوطنية، واحدة من الفنانات المعروفات بأسلوبهن الخاص والمتميز في الاشتغال على كل ما له علاقة بالصناعة التقليدية، فضلا عن استخدامها للألوان الساخنة، المسيطرة على جل لوحاتها. تقول في هذا السياق "الألوان الساخنة هي الأكثر حضورا في أعمالي، فهي تدخل إلى اللاوعي وتمتلك بابا كبيرا للدخول إلى لوحتي، ففي بداية بناء الأخيرة، لا أختار اللون بل أضعه بشكل عفوي أو فوضوي، وبعد فترة أثناء اشتغالي على اللوحة، أشعر أنها تحتاج إلى لون آخر وفي النهاية أضع لونا محايدا، والذي يأتي إما عن طريق البيئة المباشرة أو عبر التفكير. وليس من الضروري أن يأتي اللون عن طريق البصر، فللكلمة تأثير، واللون هو أهم عنصر باللوحة. لكن هذا لا يعني في شيء أن اللوحة غير الملونة ليست جميلة".
وعن رأيها في الحركة الفنية التشكيلية في المغرب، أكدت العروصي، المتأثرة بالمدرسة الواقعية، أنها في مرحلة التطور، وأضافت في حديث ل"الصباح": "هي في بداية تأسيس هوية للفن التشكيلي المغربي، وأعتقد أنه يوجد تطور كبير في الحركة الفنية المغربية عموما، والتشكيلية على وجه الخصوص، وذلك بفضل بروز مجموعة من الفنانين المجتهدين والجادين، حيث أصبح لدينا كم هائل من الفنانين التشكيليين المشهورين، وهذا بدوره أعطى قيمة مضافة للحركة التشكيلية المغربية".
الفنانة العروصي، التي تعمل مكونة تابعة لغرفة الصناعة التقليدية بمكناس، من خلال سهرها على تأطير وتعليم النساء القرويات، في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في أفق إدماجهن في سوق الشغل وتأهيلهن لإحداث التعاونيات، قالت إنها اكتشفت وجود خيط رفيع المستوى بين الفن التشكيلي والصناعة التقليدية، على حد تعبيرها.
وختمت الفنانة العروصي حديثها ل"الصباح" بتوجيه عبارات الشكر إلى إدارة غرفة الصناعة التقليدية بمكناس، والمديرية الجهوية للثقافة بها، ومسؤولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إتاحة الفرصة للفنانين الشباب لعرض منتوجاتهم وإقامة معارض فردية وجماعية.
الكاتب : | خـلـيـل الـمـنـونـي |
المصدر : | الصباح |
التاريخ : | 2012-07-25 01:38:58 |